يا عزيز لتعلم أنك ستتنازل عن بعض أحلامك لتبني غيرها ، أنك ستبكي كثيرًا ف الخفاء لسبب مهم و آخر تافه جدًا ، ستبوح بالقليل وتخفي الكثير والكثير ، مهما كان هذا العمر جميلًا ، فإنه سيؤلمك ولو قليلًا ، و فالنهاية ستجد نفسك ستحلق عاليا لتحمل الحب دون آثم ، والفرح دون يأس ستظل تعطي الممكن حتى يفرض عليك كواجب ، فإذا مرضت مرة ، سيقولون عنك بخيل .
لكن رغبتك في القرب انتهت ، اخترت ان تداوي نفسك في صمت ، الأوجاع لا تقاوم إنما تحس وتعاش ، حتى تساق إلى نهايتها ، اخترت الوحدة بعيدًا عن أي أذي ، فما زال سفرك بعيداً لن تتوقف فيه لأي مخلوق لعلك يوماً وجدت لنفسك المكان الصحيح وجدت قلبك تخلص من خوفه ونبتت زهوره من جديد
ولتعلم فقط يا عزيزي انه لا وجود لحياة مثالية خالية من الندوب ، او لعلاقات مزيلة لكل الاوجاع ، لكن يوجد من يجعلك تعقد الصلح مع احزانك ، من يقتسم كل شعور معك ، يوجد شخص هو الونس والطمأنينة ، يوجد من يتفهمك بعيدا عن اي مثالية طفولية او توقعات براقة.
فى الليل كل شىء صامت يخترقه ضجيج قلبك ، كان لك معاركك التى لم تخوض غيرها ، واحزانك التي لم يستشعرها غيرك ، موازين الصعوبة تدور حولك أنت وحول سعييك الشخصي ، رحلتك شديدة الخصوصية ، فالطريق شديد الخصوصية الذي تمشيه ويخصك وحدك بسعادته و عنائه ، لذا كف عن البوح ولا تنتظر من أي مخلوق سند ف والله انا بخير او سأكون .
تعودنا ان نختبئ بصمت غاضب وبانسحاب عقابي ، نخفي ذواتنا الحقيقية ونعرض فقط ما نعتقد أنه مطلوب وآمن ، جعلونا نسخه قبيحة لننال رضا مزيف ، الخوف من الرفض والألم والوحدة “أخطأوا واخطأنا” ، بات كل جميل وثمين بداخل قلوبنا يتضاءل ، لندعه فقط يري النور وليذهبوا بافكارهم الى الجحيم ، الله بلطفه سيعيد ترتيب المشهد .